قصة محمود شلتوني
عندما عرفت تغيرت.. وتغير كل شيء!
عرفت نفسي كعضوٍ في الكشافة من صغري، أحب مغامراتها، وأعشق مخيماتها وملتقياتها، لكن هذا الملتقى “ملتقى الأوائل” أثار رغبتي بحضوره بطريقة مختلفة! فهو يجمع فتيان القدس وعمان- بتنظيم من ملتقى القدس ومؤسسةBEE- ليتبادلوا المعارف والخبرات، ويشرف عليه قائدي في الكشافة عبد الرحمن الزميلي.
كنتُ في الثانوية…
– “أريد أن أشارك في الأوائل” طلبت من القائد…
– “ماذا تعرف عن المسجد الأقصى؟” رد علي القائد!
فاجأني سؤاله، لكنني أجبت بثقة: “المسجد الاقصى قبلتنا الأولى، ومسرى نبينا، وقضيتنا التي ندافع عنها”، أحسستها إجابةً نموذجيةً، لكنها للأسف لم تؤهلني لأكون في “ملتقى الأوائل”!
فرغم أن القائد أُعجب بإجابتي، إلا أنه اشترط علي المشاركة بدورة علوم بيت المقدس-المستوى العام التي يعقدها مُلتقى القدس الثقافي لأنضم إلى ملتقى الأوائل.
ومن أجل “الأوائل” سجلتُ بدورة علوم بيت المقدس، لأكتشف أن إجابتي النموذجية كان ينقصها الكثير!… كل يوم يمر كنت أعرف كم أجهل! وحبي للمسجد الأقصى يزداد أكثر!
انتهت الدورة، لكن شغفاً جديداً بدأ يكبر داخلي!… قرأت كتاب “العالم في مدينة.. القدس كما لم تعرفها من قبل”، تأملته، ثم لخصته…، وأيقنت أن لي دوراً مهماً لم أكن أدركه، وأن هذه الدورة هي ما ينقصني!
لقد غيرتِ الدورة توجهاتي وأهدافي بشكل مفصلي ، وأدركت أنها ليست مجرد معلومات أحفظها عن المسجد الأقصى، بل منهج بات يدخل في تفاصيل حياتي بشكل حقيقي… حتى الثانوية العامة التي كنت قد أن أنهيتها حديثاً، كان للدورة دور مهم في تحديد تخصصي الجامعي بعدها، فتخصصت في العلوم السياسية.
نسيت أن أخبركم أنني مع بداية عام ٢٠٢٠م دُعيت للمشاركة في “مُلتقى الأوائل”، تحقق هدفي. وقضيت أياماً رائعة مع شباب القدس.
وبعد أيام قليلة من انتهاء ملتقى الأوائل جاءني اتصال من ملتقى القدس :”محمود لقد وقع عليك الاختيار لتكون أحد الميسرين لدورة علوم بيت المقدس”، حينها عرفت مكاني الفعلي، ودوري في هذه الحياة، نعم إن دوري هو المضي في طريق التحرير، أن أعمل لأجل القدس بكل ما أوتيت به من قوة.
شكرًا مُلتقى القدس الثقافي… شكراً عائلتي الحبيبة، والشكر موصول لقائدي وأخي الكبير عبدالرحمن زميلي ساعة اشترط علي حضور الدورة.
بقلمي
محمود شلتوني