قصة عهود المصري
عهود.. و عهد جديد مع القدس!
عند بدء الحكايات يهيء الله لك الأسباب، فالحديث عن الحب يعني أن أحدنا حمل الحب داخله وعرفه جيداً، وهكذا بعض حديثي اليوم، ليكون لي عهد جديد غير كل العهود!
٢٠١١ طالبة جامعية في سنتي الثالثة، أحضر دورة علوم بيت المقدس – المستوى العام يعقدها ملتقى القدس، وأتساءل داخلي عن الجديد، فكلنا يعرف القدس؟… يومها علمت أننا بالكاد نعرف شيئاً! وأدركت أن تلك المعرفة تستوجب العمل، وهنا بدأت الحكاية…
حين وعيت القدس، أيقنت أنه بإمكاني تقديم شيء مختلف، فذهبت إلى ملتقى القدس الثقافي طالبة منهم المساعدة، فعرضت عليهم مشروع فريق في الجامعة الأردنية “سفراء القدس”، كنت ومجموعة من صديقاتي في أكبر مشروع نقدمه في جامعتنا، وكعادتهم في الملتقى احتضنونا، فكنا للقدس سفراء، نحملها في ثنايانا، لكن لم تنتهِ هنا الحكاية…
كبرتُ وكبرتْ القدس في حياتي؛ كنت طالبةً فصرت معلمةً، وتطوعت مع مشروع “الأقصى كل السور”، فدربت مع عشرات المتطوعين في ملتقانا ما يتجاوز عشرة آلاف معلم، في رحلة عبر محافظات المملكة.
لم يعد التطوع مناسبةً عابرةً أو ظرفاً طارئاً على حياتي، حين أصبحت متطوعةً ومعي كثيرون، بات واحدنا لا يملك أن يقول للقدس “لا”! فلا نردها، بل لا نغادرها، بل ربما الأصح أنها لا تغادرنا! فمن يعرف القدس لايكل ولا يمل، فهو جزء من مشروعها!
حين نكبر يزيد ضغط الانشغالات، فأنا اليوم معلمة مع طالباتي، ومدربة في ورشات “الأقصى كل السور”مع المتدربين، ومتطوعة في مشروع في الملتقى مع أعضاء فريقي، باتت مسؤوليتي تتجاوز ذاتي؛ لكن وسط كل هذه الأعمال، تأتي القدس لتكون رغم الجهد المبذول راحة للمتعبين، وبركة ماثلة أمامك في الوقت والعطاء والإنجاز، فيحلو بقربها العطاء، تنظم أولوياتك، لتكون على قائمة الأولويات.
هنا في ملتقى القدس تعلمت كيف أتحدث عن القدس، فيصبح للحديث معنى، هنا تعلمت كيف يكبر الإنسان فيصطحب القدس معه طالباً ومعلماً ومدرباً، هنا ضممت إلى اسمي عهداً جديداً، عهود.. وعهد جديد مع القدس!