ترامب وبايدن.. وجهان لعملة واحدة، ولكن
مقال على موقع عرب 48 الجمعة، 3 نوفمبر 2020
ما يهمنا نحن الفلسطينيين أن نحدد من الأفضل للقضية الفلسطينية، أو الأصح: من الأقل سوءًا ترامب أم بايدن؟ فالاثنان مؤيدان بشدة لإسرائيل، ويدعمان تفوقها العسكري، ويعرفانها كدولة يهودية، ويتفقان على اللاءات الإسرائيلية (لا لتقسيم القدس، لا للعودة إلى حدود 67، لا لعودة اللاجئين).
ورغم أنهما وجهان لعملة واحدة، إلا أنّ هناك خلافات بينهما يجب أن نراها ونتعامل على أساسها، فترامب لا يكتفي بتأييد إسرائيل، بل يؤيد لأسباب عقائدية ودينية وسياسية اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يعمل على إقامة “إسرائيل الكبرى”، وطرح رؤيته التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
في المقابل، رغم أن بايدن مؤيد كبير لإسرائيل إلا أنه يعارض خطة ترامب، والضم القانوني، ويدعو إلى استئناف المفاوضات، والعودة إلى إدارة الصراع، وليس إلى حله، أي العودة إلى مسار السلام القديم، بما في ذلك التنسيق الأمني وبقية الالتزامات مع إسرائيل، ولكنه قد لا يتمكن من ذلك بسهولة بسبب العقبة الإسرائيلية، وانشغاله بقضايا ملحة أخرى، إضافة إلى تعهده بإعادة فتح مكتب المنظمة، واستئناف العلاقات مع السلطة، والمساعدات للفلسطينيين، وإعادة القنصلية الأميركية إلى ما كانت عليه، ولكن من دون إعادة السفارة إلى تل أبيب، إلى جانب موقفه المؤيد لإقامة دولة فلسطينية عبر المفاوضات بين الجانبين على مساحة أكبر مما هو وارد في رؤية ترامب، وأقل من حدود 67.